علي إبراهـيم الدليمي
أفتتح صباح الأحد الماضي، على قاعة دائرة الفنون التشكيلية في وزارة الثقافة والسياحة والآثار، معرض الفنان علي عليوي، الثاني عشر، تحت عنوان: "شذى الألوان في عتمة الأوطان"، الذي ضم أكثر من أربعين لوحة زيتيَّة، بأحجام مختلفة.. تناول فيها موضوعات إنسانيَّة وجماليَّة عامة، ذات اختزال لوني متميز، مستخدماً الألوان كافة، ليقدم لوحات ذات أسلوب ينمُّ عن مهارة في ضرباته اللونيَّة.
يقول الفنان: في معرضي، يمثل اللون الأزرق محطة جديدة في التماهي والتأويل وهو طاغٍ على مجمل أعمالي.. وكأن أصبح رمزاً للعزلة والوحشة والسكينة والإغواء، وأحياناً هذا التأمّل الصامت وأوجاعه. وربما كان ذلك سرّ يتعاطف مع المرحلة وآلامها وهو يتضمّن الكثير من هوس الوجدان والمشاعر الإنسانية المحبطة، وترجمة هذا الحوار وكأنه الغرق بين الأرض والسماء فنيّاً وتراجيديا بما يتعاطى من الحالة النفسية والإنسانية والوجدانية اليائسة بهذا الشكل الفني وتعبيراته.
فقد كانت ألوانه الحارة والباردة حاضرة بقوة في اللوحة الواحدة نفسها من دون أن يكون أي خلل فيها، في التجاور أو التجانس اللوني معاً.. مما أعطاها أجواء ساحرة، رومانسيَّة، دفء، خوف، انتظار، خشوع.. إلخ.
ويؤكد الفنان على هذه المعاني أو المفردات: بكل وضوح وشفافية يغور في دواخلنا العميق من الاحساس المفعم بالحب في سراديب الخيال الغنية بالأفكار والمشاعر وقوة الادهاش والرغبة في اكتشاف ترهف اللون وتداعياته وارتباطاته بالمرحلة الزمنية والعمرية وترسّباتها، ويتمحور اللون الأزرق الذي ارهقت المشهد الزمني في أعماقنا هو دليل على بداية رؤية فنية تنسجم مع النضج العمري ومجساته للوصول إلى البهجة المفقودة والانصهار بجاذبية اللون وما يعكسه من اشراقة الضوء وخيالات التأمليّضة في فضاء التأثير النفسي المخضرم في اشراقة السماء بكثير من فيض التأمل والجمال وكل معانيها الوجدانية التي تظهر هنا كموسيقى بلورية تفهمها العيون قبل العقول ومحاكاتها السردية المنسجمة لمجمل أعمال معرضي التي أجمعت على استحواذ الانتباه اللافت للون الأزرق ومدلولاته الفنية المشوقة والمثيرة التي تمنح الحرية الحقيقية كضوء النهار الذي يتدرج فيه اللون الازرق مثل إيقاع موسيقى فضائية دافئة اللمعان ترقص لها العيون ولا تقف عند حدود الوجدان بل تتخطاه إلى التخيل والحدس الفكري تاركة العنان للعين وحوارها للحواس والمشاعر السابحة في مغامرات الروح وأغوائها.
وعلي عليوي عبد الحسين، مواليد بابل/ الحلة 1965، بكالوريوس كلية الفنون الجميلة/ 1992، عضو في كل من: نقابة الفنانين العراقيين، جمعية الفنانين التشكيليين، رابطة المبدعين العراقيين، مؤسسة هواجس للثقافة والفنون، جمعية الأصدقاء للثقافة والفنون، وعضو في الكثير من الجمعيات والنقابات والمؤسسات الفنية الأخرى.
أقام معرضه الشخصي الاول على قاعة كلية الفنون/ جامعة الكوفة 1989، والثاني على قاعة كلية الفنون/ جامعة الكوفة 1990، والثالث على قاعة المعهد الفني بابل 1992، الرابع (رواسب حضارة) في محافظة ديالى قضاء خانقين 1994، والخامس (مذخرات الوجع) على قاعة منتدى بغداد الثقافي 2014، والسادس على قاعة عشتار للفنون التشكيلية 2015، والسابع (وطن في موسم القطاف) على قاعة دار الود للثقافة الفنون 2017، والثامن على قاعة محمد غني حكمت في المركز الثقافي البغدادي في المتنبي 2017، والتاسع (بين أناملي طيف حضارة وأوجاع وطن) على قاعة دائرة الفنون العامة في وزارة الثقافة 2018، والعاشر (نداءات عبثيَّة) على قاعة دائرة الفنون العامة في مقر وزارة الثقافة 2019.. فضلاً عن مشاركته مع أفراد أسرته في ثلاثة معارض، الذين ينتمون للفن أيضاً.
شارك في العشرات من المعارض الجماعيَّة، في بغداد والمحافظات العراقيَّة، ونال العديد من الشهادات التقديريَّة المتميزة، وأوسمة المبدعين والجوائز والدروع والقلائد عن جدارته وتواصله في الفن.