نبوءات رجل الشمعة

ثقافة 2023/06/10
...

 ضرغام عباس

القصيدة تأخذ بيدنا
إلى الحلم
ولا تشرح لنا كيف يعمل.

في البدء
ليت حلم الطفل.. طفلا.
في البدء
ماذا أُسمّي التيّهَ الذي ليس يُسمّى؟
في البدء
كيف أقنع ظبي الينابيع
أننا أخوة في الماء، والدم ما بيننا مشترك
(وليس دمك ودمي سوى عصارة أعدت منذ الأزل غذاء لشجرة السماء).

أيتها الأحلام التي لن تجيء إليّ
ولن أذهب إليها أبدًا
يا أحلام العالم التي أُنجزَت
ولم أتجرّأ حتى على تخيّلها
مرةً، مرةً وحيدة
على كتفي ذراعُكِ تمتدُ.

أيها الكرب الذي لا يُطاق
أ أنا ورمٌ في دماغ هذا الكوكب؟

آهٍ يا أنا...
يا أقدم موقدٍ أُضرمت به النار
هذه الغابة ليست فردوسًا
يمكن أن تنالها بكم قتلت.
الحق.. الحق أقول لك
ارحل.. إن وددت الرحيل
لن يكترث لأمرك رَبٌّ
سواء ذهبت مع الرّيح
أم بقيت مع كومة اللا شيء.
وإن كنت ستذرف الدّموع
لإجلِ وداعٍ كهذا
لا تمسح دموعك بهذا المنديل
ففي المنديل عيونٌ أخرى
تبكي...