لماذا الخوف؟

ثقافة 2023/06/13
...

  كاظم الحسن        


ولد الخوف مع الانسان منذ القدم، لأنه يعيش في بيئة معادية له، وكان عليه أن يحتمي من هذه الاخطار المخيفة، التي تهدد كيانه الوجودي. وحتى بعد استقراره، انتقل صراعه مع البعض وقيل عن هذا: حرب الكل ضد الكل. ولذا هناك من آمن، بالحكم الاستبدادي ومنهم من اعتنق، الحكم الليبرالي، الذي يخضع لانتخابات دورية، مع وجود سلطات أخرى مستقلة. 

لكن الخوف له أسباب متعددة، سياسيَّة واجتماعيَّة، لكن الجانب الأول، كانت له السيادة، حيث فضلت الناس الأمان على الحرية في عصور قديمة، ولذا كان السلطان يحذر من الفوضى، التي سوف تطغى بعد رحيله عن السلطة، وهذا الخوف اشتغل عليه الحكام كثيرا، لكي يبرروا استمرارهم، في الحكم واستحواذهم على السلطة، بطريقة غير شرعية وقد أجاد كنعان مكية في تسمية جمهورية البعث الفاشي، جمهورية الخوف أو القسوة والصمت. 

والخوف هنا لا يقتصر على الجانب السياسي، بل يصل إلى الاجتماعي ويكون ذاتي الحركة والدافع، وهو يتغذى على عوامل عديدة من البيئة، تصيب بها الفرد بالشلل والتردد والخوف من المسؤولية واتخاذ القرار. 

تقول سوزان جيفرز في كتابها الخوف إلى متى: إن التفكير الايجابي هو من أصعب المفاهيم التي من الممكن ان تصل للناس . عندما اعبر عن تفكيري الايجابي في محاضراتي يرد طلابي في الحال" أواه ولكن هذا غير واقعي"، وعندما أسألهم عما يجعل التفكير السلبي اكثر واقعية، لا يتمكنون من اجابتي . 

يوجد افتراض أوتوماتيكي أن التفكير الايجابي امر غير واقعي، وأن التفكير السلبي أمر واقعي .  وعند التحقق من هذا يتبين أنه جنون مطبق. 

يذكر أن 90 بالمئة من الامور التي نقلق بشأنها لا تحصل، مما يعني انه من الممكن لقلقنا السلبي أن يتحقق بنسبة 10بالمئة. اذا كان الامر على هذا النحو، ألم يكن التفكير الايجابي أكثر واقعية من التفكير السلبي؟.  

يقول رئيس الوزراء البريطاني الراحل تشرسل "الشخص المتفائل، يرى في كل مشكلة فرصة، في حين المتشائم يرى في كل فرصة مشكلة "، لا شيء أسوأ من الخوف، سوى الخوف نفسه، كما يقول أحد الحكماء.