قاسم موزان
إشاعة الخوف من المجهول او بث الفزع الذي يثير الارتعاب في نفوس الناس ويزيد من حدة قلقهم الوجودي من مستقبل ملتبس لايلوح فيه افق للامل، و يندرج ذلك تحت مسمى الشائعة السوداء المخيفة وكانت تبث تلك الشائعات في السابق على الالسنة او الاذاعات من دون تحديد مصدرها او هوية قائلها، وسرعان ما تنتهي بمرور الزمن حتى تعلن عن شائعة اخرى ربما تكون اكثر او اخف حدة بعد تلاشي تأثير الاولى او اتضاح كذبها بعد حين، وتفنن مطلقوها في زمن التكنولوجيا الحديثة التي وفرت الارضية الخصبة لاطلاق الاكاذيب في ابتكار اساليب جديدة تسهم في تضييق سبل العيش وتحديد اسلوب حياتهم، وبدأت الشائعات السوداء بالظهور والانتشار في عتمة تفشي جائحة كورونا القاتل على نحو واسع لبث الخوف من تفاقم الازمة الصحية بسلالات اخرى اكثر خطورة من سابقتها او ان الاجراءات المتبعة بالتباعد المكاني والجسدي او ارتداء الكمامات والقفازات واستخدام المعقمات مازلت قاصرة عن احتواء الازمة، ولعل الكثير من التقولات تحمل صفة الصدقية بعض الشيء لكن مطلقيها يضعون الشائعة تحت التكبير المبالغ فيه لاشعال ذروة القلق، وزادت منصات رواد التواصل الاجتماعي من ساديتهم بغية انهاك واضطراب المواطنين نفسيا، فالمواطن يحتاج الى الاستقرار النفسي وتهدئته قبل كل شيء ثم التشجيع باتباع الاجراءات الطبية المناسبة للحد من تفشي فيروس كورونا، وان شرط الحظر مايزال قائما لكن الالتزام به مازال هشا وقابلا للانهيار، ويصبح الوضع الصحي خارج السيطرة ما يضع المؤسسات الصحية في موقع حرج كلما تأزم الموقف الوبائي الذي ينذر بالمخاطر الجسيمة اذا ما تم التعامل مع الفيروس باللامبالاة وعدم الجدية وكأنه مرض وهمي يراد منه التخويف او انه صنع في المختبرات لاغراض سياسية، وعادة ما تلجأ صفحات الفيسبوك من دون دراية واقعية الى كيل الاتهامات والتخوين ضد المؤسسات الصحية والتقليل من عملها لمواجهة المرض والنيل من ملاكاتها الطبية التي تبذل كل في وسعها لتقديم الخدمات الطبية ضمن الامكانات المتوفرة، والا بما نفسر نسب التشافي من الفيروس قياسا الى نسب الاصابات والوفيات لولا الجهود المضنية التي يبذلها الجيش الابيض حتى أصيب الكثير بالفيروس وهم يعالجون المرضى، وحصلت وزارة الصحة من جانبها على اللقاحات المعترف بها عالميا للتقليل من الاصابات المحتملة حرصا على الامن الصحي للمواطنين الذي يخفف من حدة الاضطرابات النفسية.