كم هو محظوظ المواطن العراقي، أصلا «صايرة مرادم» من أجله. ما ينزل من «حلك» المسؤول أو القيادي أو الناطق أو المتحدث، كل شيء من أجل المواطن، هنياله المواطنن هلهولة للمواطن، لاهم لدى الجميع سوى المواطن، لا ليليهم ليل ولا نهارهم نهار في سبيل المواطن. البيانات, التصريحات, العركات, حتى العركات, الكشف عن الملفات, كلها من أجل المواطن. الظهور بالتلفزيون, برامج حوارية أو تصريحات نارية من أجل المواطن وفي سبيله. كلما اقتربنا من الإستحقاق الانتخابي، صرنا أمام مجموعة من الإستحقاقات وكلها من أجل وفي سبيل و»على مود» المواطن الكريم.
المواطن من الآن الى الشهر العاشر هو «الروح والرية». وهو القلب و»الجلاوي». فالموسم على الأبواب والتصفيات المؤهلة لصناديق الإقتراع, قبل أن تحرق, حامية الوطيس, وتالي الليل تسمع «حس» الصناديق. إذا حضر السبيس بطل التبليط. أما إذا مع السبيس بطانية أوبطانيتين، فالأمور طيبة، قديما قالوا «كل الأمور تهون مادام كهوة وتتن». هذه صارت قديمة. لم تكن أيام «التتن والكهوة» انتخابات ولا وجع رأس. المواطن كان له الصافي. الآن له الخابط والصافي. الديمقراطية نعمة من العزيز الجليل. ليس مطلوبا من المواطن سوى الحضور يوم واحد كل أربع سنوات، بعدها يذهب الى حال سبيله أو الى برامج مع الناس بالفضائيات شاكيا خراب السبيس لكن بعد خراب .. كسرة وعطش.
المواطن غيرمعني بالمحكمة الاتحادية ولا فقهاء الشريعة، هو غير معني بسعر صرف الدولار، سواء كان سعره مثل سعر الألف دينار عام 1947 أو 2021. الفرق بسيط بين العامين حى لوكان 47 سنة. في عام 1947 كانت قيمته تكفي لشراء محلة بشوارعها وأزقتها وحتى مختارها، أما اليوم فإن قيمته تكفي لشراء أربع كمامات. تعفيك من 100 الف دينار غرامة. هذا هو الاستثمار الحقيقي. يا شركات ويا رجال أعمال. البابا رجع وأقفلنا الزقورة الى زيارة قادمة بعد 70 سنة.
المواطن من جهته لا يستغرب هذا «المرادم» من أجله. هو يعرف إنه في اليوم العاشر من الشهر العاشر من هذا العام سيتوجه الى صندوق الاقتراع، لكي يصوت لفتى العشيرة وابن الطائفة وزعيم المنطقة.. تسقط هيلاري كلينتون.