كاظم عبد جاسم الزيدي
أعدَّت الحكومة العراقية يوم السادس من شهر اذار يوما وطنيا للتسامح والتعايش السلمي بين مكونات الشعب العراقي، على اثر لقاء المرجع السيد السيستاني مع الحبر الاعظم البابا فرنسيس وان ذلك يشكل مبادرة ذلك ان ثقافة التسامح تعمل على إزالة الحقد والكراهية الموجودة في ضمائر البشر، والابتعاد عن العنف وتؤدي الى تنمية روح المواطنة بين افراد المجتمع العراقي، لاسيما ان المجتمع العراقي يوجد فيه الكثير من الطوائف والاديان، وقد مرَّ البلد بالكثير من الحروب والحصار والارهاب، فلا بدَّ من تحقيق التعايش السلمي في المجتمع، وان الدين الاسلامي جعل من التسامح قيمة دينية، لأن دين الاسلام دين المحبة والتسامح، وان ممارسة التسامح لا تتعارض مع حقوق الانسان وهي لا تعني تقبل الظلم ويجب ان تنطلق ثقافة التسامح من الاسرة، من خلال الحوار المتبادل ونبذ العنف والتأكيد على معالجة المشكلات الاجتماعية وعدم الانتقام، ويجب ان يكون للعملية التربوية والتعلمية الدور المهم والاساسي في نشر ثقافة التسامح في المناهج الدراسية، وان يكون للأعلام دور في تعزيز ثقافة التسامح في المجتمع العراقي والاستماع الى روح العقل وان المجتمع العراقي هو في أشد الحاجة الى التسامح الفعَّال والتعايش الايجابي والتماسك الانساني وعدم السماح بنشر الافكار المتطرفة والتطرف في الدين وتحقيق الاستقرار الاجتماعي وتشجيع الحوار بين الاديان، وان التسامح هو العفو عند المقدرة وعدم رد الاساءة بالإساءة والسمو بالنفس البشرية الى مرتبة اخلاقية، وان التسامح والتعايش السلمي هو أمر جوهري وضروري ويقتضي من الحكومة ضمان العدل وتطبيق القوانين واتاحة الفرص الاقتصادية والاجتماعية لكل شخص، من دون تمييز او تهميش ويتعزز التسامح بالمعرفة والانفتاح والاتصال وحرية الفكر والضمير والمعتقد وحرية الرأي والتعبير، وهو واجب سياسي وقانوني ايضا كما يجب على منظمات المجتمع المدني، أن يكون لها دور في تعزيز ثقافة التسامح والتعايش السلمي والاعتراف بحقوق الغير، وانصاف الافراد والجماعات، التي تعرضت حقوقهم للانتهاك، خصوصا مع التركة الثقيلة من حروب ودمار لحقت بالمجتمع العراقي، وأدت الى تعطيل مسيرة الحياة والتنمية والتقدم في المجتمع.