د.صادق كاظم
يأتي ظهور السلالة المتحورة الجديدة من فيروس كورونا ليدخل العراق ودول المنطقة، فضلا عن العديد من دول العالم في حالة استنفار وتأهب شبيهة بحالة التأهب والرعب التي عاشها وشهدها العالم بأسره خلال ظهور الموجة الاولى من الفيروس العام الماضي.
ارتفاع معدلات الإصابة بالفيروس بشكل غير مسبوق وتحول عدة مناطق في البلاد الى بؤر للاصابة وتلويح الحكومة بإعادة فرض الحظر الشامل وبشكل تدريجي يمثل جرس إنذار تحسبا وخطوة استباقية لمحاصرة الوباء ومنع انتشاره لغرض حصر اعداد الاصابات ومنع تفاقمها.
من الواضح أن تهاونا قد حصل في اتخاذ اجراءات السلامة والوقاية من قبل المواطنين وخصوصا منذ فترة الخريف الماضي يرافقه انخفاض ملحوظ في معدل الاصابات وتراجعها وهو ما أسهم في حصول نوع من الاسترخاء واللامبالاة تجاه إجراءات السلامة والوقاية من الوباء نتيجة لضعف حاصل في قوة الفيروس ومعدلات انتشاره، لكن التحذيرات التي صدرت وخصوصا من قبل منظمة الصحة العالمية وعدة دول في المنطقة مثل مصر والاردن ولبنان عن عودة الوباء الى مراحل الذروة الاولى التي كان عليها في العام الماضي لم يتم التعامل معها بشكل مبكر وفي حينها من قبل الاجهزة االصحية والدولة واخذها بمحمل من الجد، بل ترك الامر على حاله لنتفاجأ حاليا بعودة الفيروس وارتفاع معدل الاصابات.
التدابير والاجراءات الحكومية والصحية الوقائية بحاجة الى تفهم المواطنين وإدراكهم لمدى خطورة الفيروس وان الالتزام بإجراءات السلامة والتباعد الاجتماعي هو وحده الكفيل بالحد من انتشار الفيروس وتقليل معدل الاصابات وتجنب حصول وفيات نتيجة لذلك.
إن فرض إجراءات السلامة وحث المواطنين على الالتزام يأتي من خلال التعاون التام بين الأجهزة الأمنية والرقابية المكلفة بتطبيق اجراءات السلامة والامان، فضلا عن تعاون المواطنين أنفسهم وتفهمهم لتلك الاجراءات حرصا على سلامتهم الشخصية وعدم خرق الحظر.
كان لانتاج اللقاح المضاد لفيروس كورونا وبدء العديد من دول العالم والمنطقة بتطعيم مواطنيها بجرعات من تلك اللقاحات باعث على الامل بامكانية تجاوز محنة الوباء والتخفيف من حدة الاصابات ورفع معدلات الشفاء والوقاية منه، لكن ظهور الموجة الجديدة وتحور الفيروس يجعل من الصعب التحكم به ووضع حد لانتشاره، لتبقى الاحتمالات مفتوحة في كل الاتجاهات بامكانية ان يضعف الفيروس يوما ما وينتهي ليتحول الى مجرد فيروس للزكام بالامكان الشفاء منه بعلاج بسيط.
